القدس في الشعر الفلسطيني المعاصر

Transcription

1 القدس في الشعر الفلسطيني المعاصر ( ) رضا علي محمد لدادوة إشراف : د. إبراهيم نمر موسى القدس في الشعر الفلسطيني المعاصر ( )

2 رضا علي محمد لدادوة الرقم الجامعي : تاريخ المناقشة : إشراف : د.إبراهيم نمر موسى لجنة الشراف : د. محمود العطشان د. نهى عفونه قدمت هذه الطروحة استكمال لمتطلبات درجة الماجستير في الدراسات العربية المعاصرة من كلية الدراسات العليا في جامعة بيرزيت فلسطين

3 القدس في الشعر الفلسطيني المعاصر رضا علي محمد لدادوة ( ) تاريخ المناقشة المشرف : د. إبراهيم نمر موسى... لجنة الشراف : د. محمود العطشان... د. نهى عفونة...

4 الهداء إلى الحبيب المصطفى صلى ال عليه وسلم ومعراجه الطاهر إلى والدي الذي علمني الصبر والعطاء إلى والدتي التي أسير بدعواتها إلى زوجي التي قاسمتني عناء البحث إلى فلذات كبدي عماد الدين وشهد وعلي وتال إلى اخوتي وأخواتي إلى كل من قدم لي العون ولم يسمح المكان برسم أسمه. الموضوع تلخيص باللغة النجليزية مقدمة تمهيد المحتويات الصفحة 6 8 4

5 الفصل الول : أسماء القدس القدس أورشليم يبوس أسماء أخرى الفصل الثاني : ذاكرة المكان: القدس المسجد القصى المبارك قبة الصخرة المشرفة سور القدس أبواب القدس أماكن أخرى الفصل الثالث: محاور دللية القدس المرأة القدس الوطن والرض القدس الشجار الفصل الرابع : تجليات القدس التجلي الديني التجلي التاريخي التجلي السياسي التجلي الجهادي الفصل الخامس: الصورة الفنية للقدس في الشعر الفلسطيني المعاصر مفهوم الصورة الشعرية التشبيه 5

6 الستعارة المجاز المرسل الكناية الخاتمة المصادر والمراجع 6

7 Abstract of the Jerusalem in the Palestinian Contemporary Poetry from967 to 004 Researcher : Rida Ali Mohammed ladadwa Supervisor : Ibrahim Nimer Musa Jerusalem: the great, the holy, the deeply rooted, the immaculate, the chaste, the virtuous, the steadfast, the victorious which always resisted and accepted the challenge and never surrendered, nor weakened. Jerusalem, the most revered city ever, the sight of which pleases the eyes, the voices of which offers comfort to the ears, the spiritual scent of which revives the souls. Jerusalem, the jewel of all the cities, the first direction for Muslims prayers, the target for the miraculous journey of Prophet Muhammad (may peace be upon him.) The desecration of Jerusalem is a sin that Moslems and the Arabs never tolerated; therefore, they regarded it as an honor they must defend and a right that they never ceded even when their rulers failed to honor their obligations. To this effect, the Arab and the Palestinian poets alike showed deep love and took great pride in commending Jerusalem and defending it. Rationale for this study:. My deep love for Jerusalem and my eagerness to study a subject relevant to it whether literary or political.. The desire to highlight the role of the Palestinian poet in defending the holy city.. The scarcity of studies which fully handles Palestinian poetry dealing with Jerusalem. 4. The desire to reveal the beautiful image of the city in the contemporary Palestinian poetry. 5. The lack of studies to deal with the subject of Jerusalem in the contemporary Palestinian poetry. As to the method of research in my study, I used the complementary approach which analyzes poems highlighting the issue of Jerusalem with its religious, historical, and political and holy war (Jihad) dimensions. My analytical approach was not that of resignation but that of critique in which I revealed aspects not easily detected by ordinary readers though I tried to be cautious in my judgments. With regard to the content of the thesis, it contains a preface, 5 chapters and a conclusion. The preface gives background information on Jerusalem throughout history, displaying its geographical, strategic and religious importance as the cradle of heavenly religions. Chapter one consists of the study of all the various names of Jerusalem such as Yapus, Orshalim and Bait Al Maqdes and the connotative, historical and religious meanings of such names. 6

8 Chapter two handles the historical places such as Al Aqsa Mosque, the Holy Dome of the Rock, the Holy Sepulcher, the Walls, the towers, and the marketplaces. Such places are associated with special incidents and events, some thing which left psychological and spiritual effect on the Palestinian poet as has.been displayed in his poetry Chapter three discusses three connotative aspects of Jerusalem: Jerusalem, the chaste gorgeous woman; Jerusalem, the homeland; Jerusalem, the courageous fighting.trees Chapter four contemplates a group of Jerusalem transcendence appeal spots assembled under the title Jerusalem Transcendence Appeal Spots These appeal spots are Jerusalem religious transcendence appeal, Jerusalem historical transcendence appeal, Jerusalem political transcendence appeal, Jerusalem holy war.(jihad) transcendence appeal Chapter five studies the artistic picture of Jerusalem in the Arab contemporary.poetry such as similes, metaphors, images and other figures of speech The thesis concludes with results of the study which can be summarized in the :following The study uncovers Jerusalem-related poems which wee written by more.than fifty Palestinian contemporary poets The Palestinian contemporary poets employ the different names of. Jerusalem in accordance with the religious, historical and political connotations they.express A new type of poetry related to Jerusalem has been formed. This type of poetry which calls for rebellion and fight against Zionism has come as a.response to the Zionist violence against the Palestinians.. 7

9 مقدمة الحمد ل رب العالمين والصلة والسلم على النبي المين وعلى آله وصحابته أجمعين رب اشرح لي صدري ويسر لي أمري واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي. عظيمة في شأنها مقدسة في مكانتها عريقة في تاريخها طاهرة عفيفة صامدة أبية ما ضعفت ول استكانت بل قاومت وتحدت لم تحظ بقعة من بقاع الرض بما حظيت به من التشريف والتكريم ولم تنل أية مدينة ما نالته من المنزلة والرفعة والتعظيم تسر لرؤيتها العيون وتأنس لسماع اسمها الذان وتنعش لعبقها الرواح إنها القدس زهرة المدائن وقبلة المسلمين الولى ومسرى المصطفى صلوات ال وسلمه عليه وإن تدنيس هذه البقعة الطاهرة الشريفة ليعد جرحا داميا في قلب المليين من المسلمين والعرب ولذلك فقد كانت وما زالت محط أنظارهم وهدفهم السمى للدفاع عن كرامتهم واستعادة حقوقهم وإن نام العرب والمسلمون في مشارق الرض ومغاربها فأهلها أحق بالدفاع عنها وبذل الغالي والنفيس في سبيلها وقد عبر الشعراء العرب والفلسطينيون بخاصة بأشعارهم وقصائدهم الملتهبة عن حبهم لهذه المدينة وذودهم عنها وقد عقدت العزم على دراسة تلك الشعار المعاصرة التي تهتم بالقدس. وتعزى أهمية الدراسة للسباب التية: أول: حبي الشديد لمدينة القدس ورغبتي الكبيرة في دراسة قضية تخصها أدبا وسياسة. ثانيا: الرغبة في إبراز دور الشاعر الفلسطيني في الذود عن القدس نفاحا وتواصل. ثالثا: عدم وجود الدراسات التي تفي الشاعر الفلسطيني حقه في موضوع القدس بشكل خاص. رابعا: الكشف عن الصورة الجلية لمدينة القدس في شعر الشعراء الفلسطينيين المعاصرين. خامسا: افتقار الدراسات السابقة لدراسة القدس في الشعر الفلسطيني المعاصر. وإذا ما نظرنا إلى الدراسات المتعلقة بالشعر المقدسي المعاصر فقد وجدتها قليلة وتركز على الشعر العربي الذي يتناول في مضمونه القدس. ومن تلك الدراسات دراسة عبد ال الخباص "القدس في الدب العربي الحديث في الردن وفلسطين بين عامي( 900 _984 )" وقد غلب على هذه الدراسة الطابع الحصائي الذي 8

10 أفدت منه كثيرا في دراستي,غير أن الخباص لم يدرس إل القليل من القصائد التي تختص بالقدس. ومن ناحية أخرى فإننا ل نلحظ ذلك الهتمام المباشر بقصيدة الشاعر الفلسطيني المعاصر. وكذلك بالنسبة لدراسة فاروق مواسي "القدس في الشعر الفلسطيني الحديث" التي جاءت صغيرة ل تزيد على الثلثين صفحة وقد أهملت العديد من القصائد الخاصة بمدينة القدس ولم نجد فيها التحليل المباشر للقصائد الشعرية الخاصة بالقدس ولكنها باتت تقليدية. و قدم عادل السطة دراسة تتبع فيها موضوع "القدس في الشعر العربي المعاصر" من خلل تناول خمسة شعراء عرب على مستوى الوطن العربي منهم شعراء فلسطينيون بارزون, وقد نشرت دراسة في عام 00 فايز أبو شمالة, تناول فيها مجموعة من القصائد التي تخص القدس في الشعرين الفلسطيني والعبري لسيما بعض الشعراء المغمورين أبرز فيها حالة الصراع المتمثل بالصور الشعرية المقارنة للقدس عند الشاعر الفلسطيني والعبري..ولعدم إيفاء المقطوعات الشعرية الخاصة بالقدس في الشعر الفلسطيني المعاصر بالدراسة والبحث ارتأيت أن يكون موضوع رسالتي تحت عنوان " القدس في الشعر الفلسطيني المعاصر". من ( م) وقد شملت الدراسة أكثر من أربعين شاعرا فلسطينيا معاصرا. وإ ن وجود مجموعة من الدراسات التي تختص بدراسة القدس في الشعر العربي الحديث أو المعاصر جاء على حساب دراسة الشاعر الفلسطيني بخاصة الذي أصبح نصيبه بين الدراسات ضيقا حرجا كما أن العديد من الشعراء الذين لم يحالفهم الحظ بالدراسة باتوا مغمورين لم يظهروا على ساحة الشعر العربي ومن هنا جاءت فكرة الرسالة متمثلة في إبراز دور الشاعر الفلسطيني المعاصر, محاولة جمع الدفقات الشعرية الخاصة بالقدس وتصنيفها ضمن موضوعات متعددة تشكل فصول الرسالة. أما بالنسبة لمنهجي في الدراسة فقد استخدمت المنهج التكاملي التحليلي الذي يقوم على دراسة المقطوعة الشعرية دراسة تحليلية مقتنصا الدللت الخاصة بالقدس والنظر في أبعادها الدينية والتاريخية والسياسية والجهادية والمكانية وتوظيفها لخدمة الدراسة ولم تكن وقفتي على النص وقفة مستسلم وإنما حملت بعدا نقديا خاصا شكل محاكاة بين المتلقي والنصوص وكشفت آفاقا مشرقة حجبتها الغيوم السطحية عن الظهور غير أنني كنت حذرا في إصدار الحكام والنتائج إزاء أي نص شعري. 9

11 وتحتوي الدراسة على تمهيد وخمسة فصول وخاتمة تناولت في التمهيد نظرة عامة وسريعة على المعنى اللغوي للقدس ثم عرجت على أهميتها الدينية المتمثلة في انطلق الديانات السماوية الثلث والتعريف بموقعها الجغرافي المتميز بالضافة إلى أهميتها الستراتيجية بما تحويه من حصانة وتوسط وقوة جعلتها محط أنظار الحضارات ثم وقفت على أسماء مدينة القدس المتعددة وقدمت عرضا موجزا مقتضبا للتطور التاريخي على أرضها والحضارات التي سكنتها ودور الصهاينة عليها وفضح المزاعم الصهيونية في القدس ثم انتقلت إلى ساحة الصراع الفلسطيني الصهيون ي في القدس ودفاع الفلسطينيين مكافحين منافحين في الذود عن مدينتهم الحبيبة. وفي الفصل الول تناولت أسماء القدس على اختلفها كالقدس وأورشليم ويبوس وغيرها ولم تقف هذه الدراسة عند ذكر السماء فحسب بل جاءت دراسة تحليلية تشمل البعد الدللي للسماء وقد أفردت لكل اسم عنوانا خاصا به كما أن فرز السماء هذا كان من خلل دراسة تفحصية للشعر الفلسطيني المعاصر الخاص بالقدس فقد عرضت البعاد الدللية لسماء القدس, ومن ثم تحليلها منوها إلى الشكالت التي اعترضت الشعراء في استخدامهم لهذه الدللت وكيف استطاع الشعراء الفلسطينيون توظيف دللة السماء لخدمة النص الدبي مما أضفى عليه رونقا وجمال فائقين وكساه حلة فنية رائعة. أما بالنسبة للفصل الثاني فانه يدرس ذاكرة المكان وفق رؤيا جديدة تحمل المكان من نطاقه الجغرافي المحدود المجرد ومن صورته الجامدة إلى صورة حية تصل بوجدان الشاعر وروحه وقد تم الوقوف على مجموعة من النصوص الشعرية التي تستحضر الماكن في القدس كالمسجد القصى المبارك وقبة الصخرة المشرفة وكنيسة القيامة والسوار والبراج والبواب والسواق وكانت الوقفة تحمل أبعادا دينية وتاريخية وسياسية تعطي المدينة قداستها وتشكل لها منعتها وتعيد لها تاريخها وعروبتها فشكلت دللت النصوص الشعرية الخاصة بالمكان أفقا رحبا بما يحتويه من أبعاد دللية تعطي النص حيوية ونضارة وتضفي عليه حلوة ولذة فقد تمازجت أماكن القدس بأحداث خاصة كان لها أثرها النفسي وبعدها الروحي بالنسبة للشاعر الذي بات ينسج قصائده لتشكل العباءة التي ترتديها المدينة وتحمي جسدها من لظى أعدائها. وفي الفصل الثالث تم الوقوف على مجموعة من المحاور الدللية الخاصة بالمدينة تمثلت في ثلثة موضوعات جاء أولها تحت عنوان القدس المرأة إذ يخاطب الشعراء 0

12 مدينة القدس لتخرج من جموديتها متمثلة بالمرأة الحسناء والمحبوبة العذراء الشريفة الطاهرة يتغزل الشعراء بقدها المياس وثغرها الباسم فتبدو في شعرهم حسناء الرض وعروسها وفي اللحظة ذاتها تتحول إلى سبية حزينة مسلوبة الكرامة فتتحول النصوص الشعرية من صبغتها الغزلية إلى حقيقتها الثورية. وقد شكلت القدس الوطن والرض الموضوع الثاني الذي يلقي الضوء على مجموعة من النصوص الشعرية التي تجعل من القدس الساكن وطنا متحركا وقلبا نابضا تحتضنه الرض فينمو بها ويكبر ويترعرع على تربتها المباركة فيصبح للوطن عاصمته وللمة تاجا تأنس لرؤيتها العيون و تحت عنوان "القدس الشجار" تم اقتناص أسماء الشجار الواردة في قصائد القدس متمثلة في شجر التين والزيتون والسرو والنخيل والتوت حتى تصل إلى النباتات من الخبيزة والزعتر والنعناع حيث نحت فيه دللة الشجار بعدا هاما خرجت فيه من سكونها إلى حالة النسنة وحمل السلح تقاتل إلى جانب المقدسيين دفاعا عن مدينتهم التي يحاول الصهاينة قتل الحياة فيها. وقد وقع الفصل الرابع تحت عنوان "تجليات القدس" متمثل في أربعة تجليات كان التجلي الديني أولها الذي يلقي الضوء على السماء التي تحمل بعدا دينيا في قصائد الشعر الفلسطيني المعاصر الخاص بالقدس من أمثال محمد صلى ال عليه وسلم وبقية النبياء إبراهيم وموسى وعيسى وداود عليهم السلم ومثل التجلي التاريخي تجليا ثانيا في هذا الفصل حيث يتم فيه اقتناص تلك السماء التي لها علقة تاريخية متلزمة بالمدينة تاريخيا من أمثال عمر بن الخطاب وأبي عبيدة الجراح وصلح الدين اليوبي ونور الدين زنكي وغيرهم من الصناديد الفاتحين المحررين ووقع التجلي الثالث تحت عنوان التجلي السياسي والذي يدرس البيات الشعرية التي تختص بسياسة السلم في القدس وتحليلها وتفكيك رموزها وقد رسم التجلي الرابع بالتجلي الجهادي إذ وقف على المقطوعات الشعرية الخاصة بالجهاد وتقديم النفس والولد رخيصة في سبيل حرية مدينتهم مع الشارة من خلل التحليل إلى علقة التفاعل النفسي بين الشاعر والمدينة وأثر العتداءات الصهيونية على نفسية الشاعر وأشعاره. واكتنز الفصل الخامس الموسوم بالصورة الفنية للقدس في الشعر الفلسطيني المعاصر بتمهيد عرفت فيها الصورة الشعرية مشيرا إلى آراء بعض النقاد ووجهات نظرهم في معنى الصورة الشعرية ثم قسمت الفصل إلى أربعة عناوين. وهي التشبيه والستعارة والمجاز والكناية وتحت كل عنوان قدمت تعريفا للعنوان واقتنصت الدفقات الشعرية التي تحتوي على صور القدس وقمت بتحليلها ولم يجر تحليل الصورة الشعرية في هذا الفصل المجرى

13 التقليدي وإنما نهجت منهجا خاصا يقوم على اقتناص الدللت وتحليلها وربطها بالنص منتجا دللته. واحتوت الخاتمة على مجموعة من النتائج التي توصلت إليها الدراسة. وقد واجهتني أثناء عملي مجموعة من الصعوبات تمثلت في: أول: صعوبة الحصول على الدواوين الشعرية إذ بات قسم كبير من الشعراء لم أتمكن من الحصول على أشعارهم وقصائدهم. ثانيا: وجود قصائد شعرية ودواوين منشورة غير موثقة ربما يكون ذلك بسبب الظروف السياسية التي تفرض على دور النشر عدم نشرها وتحمل مسؤوليتها. ثالثا: الظروف السياسية والحواجز المنية المتواصلة التي حالت دون تمكني من التنقل بين المدن والوصول إلى منابع الشعر وأفواه الشعراء. لقد قمت بتجميع البيات الشعرية التي تخص المدينة وتحليلها والوقوف على بعض دللتها وتوظيفها بما يخدم القدس ومكانتها فإن وفقت في ذلك فلله الفضل والمنة وإن قصرت فحسبي أنني حاولت واجتهدت وأخلصت غير مدخر وسعا أو طاقة حبا في المدينة وأهلها. ول يسعني في الختام إل أن أتقدم بالشكر والعرفان لستاذي الفاضل الدكتور إبراهيم نمر موسى الذي احتضن هذا العمل وأمده بغزارة علمه وسعة معرفته حتى خرج إلى النور ولستاذي الدكتور محمود العطشان على ما قدمه لي من نصح وإرشاد وللدكتورة نهى عفونة على تكرمها علينا بالنقاش.

14 تمهيد تحتل القدس عبر التاريخ مكانة عظيمة باعتبارها أرضا مقدسة فهي محور الحح ديث وشغل السياسة الشاغل فمن أين حصلت على هذا التقدير وما الذي جعلها بهذه المكانة وبم تميزت عن باقي المدن تلك المدن التي تزهو بعمارتها الرائعة وأبراجها الشاهقة وحح دائقها الغ ناء ثم من أين جاءت للقدس أهميتها وما سر قدسيتها ومباركتها وللجابح ة عح ن هح ذه التساؤلت ل بد لنا أن نغوص في أعماق تلك المدينة ونتعرف إلى ما تحتحوي عليحه محن مقدسات وآثار لحضارات قديمة عريقة إضافة إلى الموقع الستراتيجي الفريد والصحراعات الحضارية المتعاقبة عليها وبالتعرف إلى هذه المحور مجتمعحة ونحبرز للمدينحة أهميتهحا وعظمتها. فالقدس في اللغة تعني البركة كما ع رفها ابن منظور في لسانه والرض المقدسة بيت المقدس والقدس تعني الطهارة والمق دس من ل ذنوب له فهو مط هر منها وفحي التنزيحل: "ونحن نسبح بحمدك ونق دس لك " والقدوس اسم من أسماء ال تعالى فح ال صح احب القداسة ويمنحها للمقدس فإن حصول بيت المقدس على هذا التقديس اشتقاقها من اسم الحح القدوس وطهارتها من ال تعالى فهي أرض مطهرة خصها الرحمن بهذه السحمة ونسحبها لنفسه بالتقديس والتكريم فباتت منارا مباركا ومزارا كريما وبلدا مقدسا. والقديس عند النصارى المؤمن الذي يتوفى طاهرا فاضل وحظيرة القدس الشححريعة أو الجنة وروح القدس جبريل عليه السلم أي روح الطهر وعند اليهود قح دس القح داس المكان الكثر قدسية في متعبدهم وهو قبة الهيكل. وجميع هذه المعاني ترتبط بالبركة والطهارة والقدسية ولها علقة بالدين والروح فأصبحت تألفها القلوب وترنو لرؤيتها النفس وتشتاق لنسائمها الشعوب والقبائل وتحححاول سكنها الطوائف التي تتشرف بالنتساب إليها. والقدس صاحبة التكريم والطهارة تقطن على بقعة أرضية كباقي بقاع الرض مكونة من ذرات تراب وصخور وجبال وأشجار وأودية فما السر وراء هذه القدسح ية ولمح اذا خصت بالبركة وتميزت بالتقديس عن مدن الرض ل بد وأن تكون هناك حوادث قد أثرت على هذه البقعة الرضية عبر تاريخ طويل وعصور متعاقبة جعلتها تتجلى عروسح ا دائمح ة ابن منظور لسان العرب مادة "قدس" ج 6 بيروت: دار صادر, ص سورة البقرة. آية (0). انظر إبراهيم أنيس ورفاقه المعجم الوسيط مادة "قدس" ط 99 ص 75.

15 الزفاف يتنافس في خطبتها العرسان ويتغنى بها الشعراء ويزورها أصحاب الملك ويقححدم المسلمون دماءهم رخيصة في سبيل حريتها وتدور علحى أرضحها الححروب والمعحارك وتتعاقب عليها العصور. فالقدس مقدسة لخصوصيتها فال تعالى أراد لها ذلك في قوله تعالى: "سللبحان الللذي أسرى بعبده ليل من المسجد الحرام إلى المسجد القصى الذي باركنا حوله" فقد كرمها ال وتشرفت بنزول نور الهدى صلى ال عليه وسلم- مع جبريحل علحى أرضحها وإمامته النبياء في صخرتها ومعراجه إلى السماوات العل منهح ا وهح ي أرض المحشح ر والمنشر. وترسم هذه الشارات للقدس أهميحة انطلق الرسحالت السحماوية للحديانات الثلث السلمية واليهودية والنصرانية وكل ديانة لها معالمها وحضارتها وتاريخهح ا العريح ض فالمسلمون يقدسون المسجد القصى وقبة الصخرة المشرفة وأرض القدس المباركة لنهححا أولى القبلتين حيث توجه إليها المسلمون في صلتهم مدة سبعة عشر شهرا قبل توجههم إلحى مكة المكرمة وهي ثاني المسجدين بعد مسجد ال الحرام وهي ثالث الحرمين الشريفين فححي شد الرحال إليه في قول الرسول عليه أفضل الصلة والسلم: "ل تشد الرحال إل إلى ثلثححة مساجد: المسجد الحرام والمسجد القصى ومسجدي هذا" وكذلك بالنسبة لليهود مثل حائط المبكى البراق والهيكل المزعوم تحت المسجد القصى. فهم ي دعون أن الهيكل بنحي فحي عهد سليمان -عليه السلم- وهي قدس القداس بالنسبة لهم أما النصارى فيوجد لهم مقدسات عظيمة يشدون الرحال إليها من أقطار الرض للعبحادة والتقحديس منهحا كنيسحة القيامحة والجسمانية وديراللتين وراهبات مار يوسف وغيرها الكثير من المقدسات. إن وجود هذه المقدسات في القدس وشد الرحال من الطحوائف الدينيحة الثلث إليهحا وتقديسها وتعظيمها تجعل المنطقة ساحة صراع دائم من أجل السيطرة فهحي تحارة تححت السيطرة السلمية وأخرى تحت السيطرة النصرانية وما تهدأ حتى يسيطر عليهح ا اليهح ود ظلما وبهتانا علما أنه لم يكن لهم أي وجود قبل مجيء داود عليه السلم الذي احتل "يبح وس" بعد أن كانت مدينة كنعانية أصيلة وهناك إشارات كثيرة في التوراة تدل على أسبقية العح رب في القدس بآلف السنين وخير دليل على ذلك عندما قدم "إبراهيم" عليه السلم إلى "الخليححل" سورة السراء الية () ابن الحجاج المام مسلم صحيح مسلم م : مطبعة دار إحياء الكتب العربية 6 ه ص 04. 4

16 ولم يجد مكانا لدفن زوجته "سارا" بعد وفاتها فأعطته العرب قبرا تقول التح وراة: "ومح اتت سارة في قرية أربع التي هي حبرون في أرض كنعان فأتى إبراهيم لينحدب سحارة ويبكحي عليها وقام إبراهيم من أمام ميته وكلم بني حث قائل: "أنا غريب ونزيل عندكم أعطوني ملك قبر معكم لدفن ميتي من أمامي " فإن الحقائق موجودة في التوراة ورغم ذلك يبذلون الغححالي والنفيس من أجل السيطرة عليها وإخراج أهلها ظلما. إن موقع القدس الستراتيجي بما يحويه من حصانة وتوسط وقوة جعل المدينة محط أنظار الحضارات والقوى الغازية التي تبذل الغالي والنفيس من أجل السيطرة عليها. وهح ذا ما دفع عارف العارف ليقول فيها: "وإنه لتاريخ مجيد تاريخها ذلك لنها صححمدت لنححوائب الزمان بجميع أنواعها وطوارئ الحدثان بجميع ألوانها حتى أنه لم يبق فاتح من الفاتحين أو غاز من الغزاة المتقدمين والمتأخرين الذين صالوا في هذا الجزء من الشرق إل ونازلته فإمح ا أن يكون قد صرعها أو تكون هي قد صرعته". ولهذه البقعة المقدسة أسماء كثيرة تعود إلى الحضارات المتتالية عليها والمححم الححتي سكنتها فقد سماها اليبوسيون "أور سالم" نسبة إلى الله سالم إله السح لم عنح د الكنعح انيين وأطلقت عليها التوراة أسماء "مدينة ال" و"شاليم" و:مدينة القدس" و"مدينح ة العح دل" و"مدينح ة 4 السلم" و"يبوس" أو "مدينة اليبوسيين" حيث إن اليبوسيين كانوا قد بنوا حصنهم فيها. لموقعها الستراتيجي الدفاعي ووجود الماء هناك حيث حفر اليبوسيون نفقا تحت الجبل لنقحل ميحاه النبع إلى داخل الحصن, ويعد هذا الحصن أقدم بناء في مدينة القدس أقيمت حوله السححوار وبرج عال في أحد أطرافه من أجل السيطرة على المنطقة المحيطة بيبحوس للحدفاع عنهحا 5 وحمايتها. وقد اتخذ داود من القدس عاصمة له وأطلق عليها "مدينة داود" في حين أطلق عليهححا المبراطور هادر يانوس سنة 5 م اسم "إيليا كابيتولينا" وبقي السم مستعمل بعد ذلك بدليل 6 استعمال عمر بن الخطاب للسم في العهدة العمرية حينما خاطب أهل إيلياء المان أنظر موسى إبراهيم التناص في الشعر الفلسطيني المعاصر رسالة الدكتوراه جامعة عين شمس 00 ص 90. العهد القديم: سفر التكوين الصحاح الثالث والعشرون. العارف عارف المفصل في تاريخ القدس ط 4 القدس: مطبعة العارف 996 صفحة المقدمة. انظر الموسوعة الفلسطينية هيئة الموسوعة الفلسطينية ط م 984 ص 50. المرجع السابق ص 5 كذلك انظر فوده عز الدين قضية القدس سلسلة المكتبة الثقافية عدد ص. الموسوعة الفلسطينية م ص 5 5

17 غير أن القرآن الكريم وأحاديث النبي -صلى ال عليه وسلم- أوردت للقح دس أسح ماء أخرى مثل: بيت المقدس والرض المباركة في قوله تعالى:- "الذي باركنا حوله" - وأرض السراء والمعراج وأرض الرسالت ومهبط النبياء وأولى القبلتين وثححاني المسححجدين وثالث الحرمين الشريفين. وبيت المقدس مدينة فلسطينية عريقة ذات أهمية استراتيجية بالغة, وقد شاء ال تعح الى أن يجعل أهل هذه المدينة وفلسطين عامة في رباط إلى يوم الدين كما أن الصلة وثيقة بيححن بيت المقدس ودائرتها الحضارية والخطر الذي يتهدد هذه الدائرة بعالميها العربي والسلمي. تمتاز هذه المدينة بموقعها الجغرافي الفريد حيث يحدها على بعد ثمانيح ة عشح ر ميل شرقا البحر الميت وعلى بعد اثنين وثلثين ميل غربا البحر المتوسط كما أن أرضها جبلية ووعرة والقسم الشرقي منها أرض جرداء صحراوية لمعانقتها لراضي أريحا فهذا الموقح ع يع د جزءا من موقع فلسطين الذي يحظى باستراتيجية بالغة الهمية حيث أصبحت فلسححطين وما تزال حلقة اتصال بين قارات العالم الثلث آسيا وإفريقيا وأوروبا ومركزا ثقافيا إضافة إلى احتوائها لنماط تضاريسية تجمع بين السهل والجبل والصحراء والغور وتتوالى فيهححا الفصول الربعة وبذلك ففلسطين قلب المنطقة العربية وشريانها النابض إذ تشححكل حلقححة الوصل بين أجزائها وتصل بين البحرين الحمر والمتوسط. تحاط القدس من جهاتها الربع بالودية فوادي الجوز يمتد نحو الشرق بانحنحاء نححو الجنوب ووادي ستي مريم يفصل المدينة عن جبل الزيتون أما من الجهة الجنوبية الغربيححة فيمتد وادي الرباني الذي يتجه شرقا ليتصل بوادي الجوز ثانية عند بئر أيحوب وبيحن هحذه الودية مجتمعة ترتفع الجبال والهضاب التي تشكل جبال القدس أهمها جبل موريحا الحذي تتربع على قمته الصخرة المشرفة بقبتها الذهبية المشاهدة من القرى المجاورة بينما يربححض على سفحه الجنوبي المسجد القصى المبارك أما حائط البراق فيقع على سفح الجبححل مححن الناحية الغربية إذ يقع عليه سور القدس القديم الذي يس ور المدينة من جهاتها الربع وجبححل الزيتون الذي يحتل مكانة عند النصارى حيث تنتشر على سفوحه وقمته الكنائس والديح رة ويعتقد النصارى أن المسيح -عليه السلم- كان يد رس تلميذه في منطقة إيليا الواقعة في قمة الجبل كما يعتقدون أن السيد المسيح عليه السلم- صعد من هناك إلى السماء وبنت فح وقه. سورة السراء آية () أنظر شراب محمد حسن موسوعة بيت المقدس والمسجد القصى ط. ع مان: الهلية للنشر والتوزيع سنة 00 ج ص.65 6

18 الملكة هيلنة كنسية الصعود غير أن هذا الجبل هو نفسه جبل الطور المقدس عند بعححض علماء المسلمين * حيث ورد ذكره في القرآن الكريم في قوله تعحالى: "والللتين والزيتللون وطور سينين وهذا البلد المين". والقدس عبر التاريخ والزمن وعلى مر العصور تحفل بصراعات جسام ومتتالية فهي مدينة عربية بناها اليبوسيون (وهم بطن من الكنعانيين) سموها "أورشالم" وهم أول من وضع بناء في هذه المدينة ويعود ذلك إلى القرن الثالث قبل الميلد واليبوسيون هم سكان القححدس الصليون نزحوا من جزيرة العرب سنة 500 ق.م وسكنوا التلل المشحرفة علحى مدينحة 4 القدس القديمة ويع د ملكي صادق أول من اخت ط يبوس وبناها فجاءت علح ى أربح ع تلل صهيون وموريا ورافل وبتريتا. وبقيت القدس عربية تحت السيطرة الكنعانية وتعرضححت "يبوس" إلى هجمات متواصلة من بني إسرائيل الذين حاولوا السيطرة عليهحا واشحتبكوا محع الفلسطينيين في معارك قوية فقدوا فيها ثلثين ألف مقاتل وفي معركة أخرى بقيادة شأول قائد العبرانيين فقد الفلسطينيون ستين ألفا ولم تسقط يبوس تحت السيطرة العبرانيحة بحل ظلحت عربية كنعانية حتى تسلم داود عليه السلم الملك عام 049 ق.م. الذي زحف إلح ى "يبح وس" 5 بجيش مؤلف من ثلثين ألف مقاتل لقوا على أبواب المدينة مقاومة عنيفة ولكنه أعاد الكح رة 6 عليها وانتصر فجعل من يبوس قاعدة لملكه, وقد اشترى من (أرنان) اليبوسي أرضه الكائنة على جبل "موريا" هي والبقر الموجود عليها من أجل بناء الهيكل عليه ولكنحه تحوفي قبحل النتهاء من بناء الهيكل سنة سنوات ونصف. 05 ق.م وفي عهد سليمان أتم بناء الهيكل الذي استغرق سح بع وبقيت القدس تحت سيطرة اليهود حتى غزاها نبوخذ ن صر سنة 586 ق.م الذي دمححر 7 الدولة اليهودية وأخذ أهلها سبايا وأسرى إلى العراق حيث كانت هناك عاصمته وظلححت خاضعة للفرس تدفع الضرائب والعوائد إلى أن احتلها الفاتح المقدوني الكبير السكندر سنة ق.م في 0 ق.م دخلها اليونانيون بقيادة السكندر الكبير ومعاونيه بعد أن قضى على * العارف عارف المفصل في تاريخ القدس ص 440. الشوكاني محمد علي فتح القدير ج 5 ط بيروت: دار الكتب العلمية 994 م ص 58. وانظر العارف عارف المفصل في تاريخ القدس ص 440. وانظر شراب محمد حسن موسوعة بيت المقدس والمسجد القصى ج ص 6. أقسم ا بهذا الجبل الموجود في بلد الشام وهي الرض المقدسة كما في قوله تعالى: "إلى المسجد القصى الذي باركنا حوله" وأعظم بركة حلت به تكليم ا لموسى عليه السلم عليه. سورة التين آية (-) انظر الموسوعة الفلسطينية م هيئة الموسوعة الفلسطينية ط 984 ص 50. العارف عارف المفصل ص. المرجع السابق ص 0-. انظر العارف عارف, المفصل في تاريخ القدس ص

19 إمبراطوريتهم مترامية الطراف وكان لليونان أثر كبير في بيت المقحدس حيحث انتشحرت الحضارة اليونانية ونشروا ثقافتهم وأفكارهم ولغتهم فباتت لغة أهل البلد مقتبسة منهم. ثم جاء الرومان الذين دخلوا الهيكل واستباحوا حماه وأعملوا السيف في أهل المدينح ة بل رحمة ول شفقة ووصلوا "قدس القداس" ما أثار ضغينة اليهود معتحبرين ذلحك تدنيسحا للهيكل وقد عامل الرومان اليهود بمداراة وحذر خوفا من دسائسح هم وانتح دب (بيلطح س نونيتوس) واليا لدارة القدس وعمل على إدارتها من سنة 6 الى سنة 6 للميلد, وفي زمنه هيئ للناس صلب المسيح -عليه السلم- حينما رفعه ال تعالى فباتت القدس مقدسة يحجها النصارى من أقطار العالم وبخاصة بعد بناء كنيسة القيامة فيها وكنيسة الميلد في بيت لحم. وجدير بالذكر أن عدد اليهود في فلسطين في العهد البيزنطي كان ضئيل ومع ذلك فقد حاولوا الثورة على البيزنطيين وفي فترة الصراع الفارسي البيزنطي حاول اليهود التسلل إلى إيلياء والسيطرة عليها حيث قدموا المساعدة للفرس ضد البيزنطيين ولكن هرقل (ملك الروم) تمكن من النتصار على الفرس سنة 68 م وأعاد الصليب المقدس ليلياء وانتقم من اليهود وأنزل فيهم العقاب وبقي الحال كذلك حتى أشرقت عليها شمس السلم ففتحها أبحو عبيحدة عامر بن الجراح سنة 648 م ومنح الخليفة الفاروق عمر بن الخطحاب أهحل إيليحا "العهحدة العمرية" التي تعطيهم المان على أنفسهم وأموالهم وكنائسهم وصحلبانهم مقيمهحا وبرهحا وسائر حلتها. ثم ذهب إلى المسجد القصى وأزال ما عليه من أذى بيديه وبنى مسجدا فححي الزاوية الجنوبية وعرفت فترة الحكم السلمي بالتسامح محع الحريحات الدينيحة للطحوائف الخرى وبخاصة النصارى. واهتمام المسلمين بالقدس قديم متلزم بمجيء نور الهدى إليها وعروجه إلى السماوات العل فباتت نفوس المسلمين ترنو لزيارتها وفتحها إلى أن شاء ال لها أن تفتح على يد عمر بن الخطاب ثم يأتي بعده العصر الموي حيث بنى الخليفة الموي "عبد الملك بن مححروان" المسجد القصى وقبة الصخرة واستمر الهتمام بالقدس حتى العصر العباسي فقححد أعححاد الخلفاء العباسيون بناء المسجد القصى وقبة الصخرة وكحان علحى رأسحهم (أبحو جعفحر المنصور) ثم (المأمون) الذي عمل على ترميم القبة وتزيينها بالنقوش. العارف عارف,المفصل في تاريخ القدس ص 45. انظر. الموسوعة الفلسطينية م ص 5. عارف العارف المفصل ص 4-. 8

20 وعندما جاء الفاطميون سنة 99 م قاموا بترميم المسجد القصى وقبة الصخرة اللذين كانا قد تأثرا بالزلزال الذي أصاب المنطقة فانثلم سور القدس وانشقت الصخرة. وكان ذلححك زمن المستنصر بال وفي أواخر العصر الفاطمي د ب الضعف والفساد فباتت تلفظ أنفاسححها الخيرة بعد أن عملت في وزاراتها الفتن والدسائس التي نالت من أبنائها وقادتها فباتت غير قادرة على حماية مقدساتها وأراضيها من أي خطر قد يهاجمها مما لفت أنظار الفرنجة الذين شعروا فيها لقمة سائغة دون عناء. وقد حاصر الصليبيون عكا ثم استولوا على بيت المقحدس واحتفلوا بانتصارهم بارتكاب مذبحة رهيبة في منطقة الحرم الشريف راح ضحيتها سبعين ألفا من العباد والزهاد والعلماء ونهبوا خيرات البلد وما كان في الصخرة والقصى من كنح وز ووضعوا صليبا على قبة الصخرة وجعلوا من القدس عاصمة لمملكتهم اللتينية وشيدوا فيها البنيان وع مروا الكنائس وجهزوا مكانا لستقبال الزوار المسيحيين من الخارج وبقي الحال كذلك مدة تصل إلى ثمانية وثمانين عاما حتى كانت النهاية بانتصار المسلمين عليهم وتحرير القدس في معركة حطين 87 م على يدي صلح الدين اليوبي الذي حصن المدينة ورمم السوار وع مر المسجد القصى وقبة الصخرة وبنى فيها مدرسة الشافعية ورباطا للصوفية وأزال عن قبة الصخرة الصليب وع ين لها الئمة ووضع فيها المصاحف. وفي العصر المملوكي سنة 60 م اهتم الظاهر بيبرس بعمارة المسجد القصى وقبح ة الصخرة المشرفة وقام بتعمير سقف المسجد القصى من جهة القبلة واعتبر "مجير الححدين" 4 الفصوص التي على الرخام في مسجد الصخرة من الظاهر من آثار الملك الظاهر " 70 "م وقد ذ هب السلطان الناصر بن قلوون -ثاني سلطين المماليك- قبة الصخرة وقبحة المسحجد القصى وع مر السور القبلي والقناطر على المدرجين الشماليين لصحن الصخرة. ومن آثار المماليك في القدس أنهم سحبوا المياه من عين العروب إلى الحرم الشح ريف وأنشأوا المدارس وبخاصة مدرسة السلطانية الشرفية فباتت القدس في العصر المملوكي من أهم المراكز العلمية في العالم السلمي وقد أصبح يزورها الدارسون والمدرسون من أقطار 5 العالم. والقدس ل تبقى على حال فدوام الحال من المحال فقد جاء العثمانيون الذين انتصروا على المماليك سنة 56 م واحتلوا القدس حيث اهتم السلطان "سليمان القح انوني" بالقح دس 4 5 أنظر موسى إبراهيم أدب الحروب الصليبية رسالة الماجستير المقدمة.. الموسوعة الفلسطينية م ص 5.. شراب,محمد حسنة,موسوعة بيت المقدس والمسجد القصى,ج,ص الحنبلي مجير الدين النس الجليل في تاريخ القدس والخليل,ج,ص 87.. انظر الموسوعة الفلسطينية ص 5 م. 9

21 وأقام فيها منشآت كثيرة وعمل على بناء سور القدس مدة خمسة أعوام وع مر قبة الصح خرة المشرفة وفي بداية القرن الثامن عشر الميلدي أخذت مدارس القدس التي أنشأها المماليححك واليوبيون تضمحل إلى أن وصلت حالة الناس العلمية إلى أدنى مستوى. غير أن هذه الفترة من الحكم العثماني تميزت بالخلفات الطائفية حول السيطرة علححى المقدسات والماكن الدينية وتبع ذلك حرب القرم سنة 85 م بين روسيا وفرنسا وانجلحترا ونتيجة لهذه الحرب قام العثمانيون بعمل بعض الصلحات للمسحاواة بيحن جميحع رعايحا العثمانيين وسمحت دولتهم بتعيين قناصل لنجلترا وفرنسا وغيرها من الدول الغربية فححي البلد العربية ور بما تكون هذه بداية تغلغل النفوذ الغربي في البلد العربية وهذه التسهيلت فتحت أمام اليهود فرصة للتجمع من العالم إلى فلسطين. في الوقت نفسه بدأ النجليز يزحفون نحو القدس وقد انتصروا على العثمانيين الذين خسروا مواقعهم الجبلية فحأدركوا أن القحدس سوف تسقط في يد النجليز وعندما أيقن المتصرف التركي (عزت بك) أن القدس ل محالححة سوف تسقط اجتمع بمفتي القدس كامل الحسيني ورئيس البلدية حسين أفندي الحسيني وقححال لهما: "ها قد أحاط الجنود النجليز بالقدس ول بد أن تسقط عما قليل بأيديهم ولقد اعححتزمت مغادرة المدينة بعد نصف ساعة وأود أن ألقي بين أيديكم هذا الحمل الدبي العظيم أل وهو تسليم المدينة للفاتحين " ثم أعطى رئيس البلدية وثيقة تسليم القدس. لم يكن تسححليم القححدس للعداء للمرة الولى والخيرة فنحن نعلم كيف سلمها الفاطميون للصليبيين, دون أن يجنحدوا جيشا للدفاع عنها فأعمل الصليبيون السيف في أهلها وخربوا مقدساتها وممتلكاتها. وفي عام 97 م تم منح اليهود وعد بلفور الذي ينص على إعطائهم وطنا قوميا فححي 4 فلسطين وفي هذه الثناء بدأت الهجرات اليهودية من أنحاء العالم إلى فلسطين وفح ي عح ام 948 م تم فصل القدس الجديدة عن القدس القديمة وتعرضت القدس القديمة للتدمير بعد عام سبعة وستين من قبل اليهود الذين اعتدوا على المقدسات فحرقوا المسجد القصى وعاثوا فيه فسادا. وأطلقوا النار على المصلين في ساحاته ومنعوا الناس من الصلة فيه. أما بالنسبة للقدس الجديدة فكان نموها باتجاه الغرب بوحدات سكنية ضخمة من أجححل استيعاب المهاجرين اليهود القادمين من أنحاء العالم ثم قاموا بضم القدس القديمحة والجديحدة. المرجع السابق ص 5. العارف عارف المفصل في تاريخ القدس ص 8. نص وثيقة تسليم القدس إلى القيادة النجليزية: "منذ يومين والقنابل تتساقط على القدس المقدسة لدى كل ملة فالحكومة العثمانية رغبة منها في المحافظة على الماكن الدينية من الخراب فقد سحبت القوة العسكرية من المدينة وأقامت موظفين للمحافظة على الماكن الدينية كالقيامة والمسجد القصى وعلى أمل أن تكون المعاملة من قبلكم على هذا الوجه فإني أبعث بهذه الورقة مع وكيل رئيس بلدية القدس حسين بك الحسيني" (متصرف القدس المستقل عزت) أنظر العارف عارف ص انظر العويسي عبد الفتاح جذور القضية الفلسطينية ط 99 ص

22 لتحقيق هدفهم في أن تصبح مدينة موحدة,وصمموا مخططا هيكليا للمدينة محن أجحل تنفيحذ مشروع (قدس موحد) وهذا المشروع يؤدي إلى مصادرة الراضي وبنح اء المسح توطنات وتسكين أكبر عدد ممكن من اليهود وفي الوقت نفسه ح رم المسلمون الذين يسكنون خححارج مدينة القدس من الصلة فيها وكلما عقد العزم من أجل زيارتها يفاجحأ المصحلون بحإغلق الطرق وزيادة الحواجز العسكرية التي تمنع دخول الناس إلى المدينح ة وزج آلف الجنح ود على بواباتها ليمنعوا الناس تحت تهديد السلح من زيارتها. ومن المعروف أن المسلمين في شهر رمضان يكثفون زياراتهم إلى مدينة القدس فيزيد عدد المصلين في الجمعة الخيرة عن نصف مليون مص ل غير أن اللف منهم يعتكفون في الثلث الخير في هذه البقعة المقدسة يتعبدون نهارها ويقومون ليلها. وإن ساحة الصراع هذه في بيت المقدس من أجل السيطرة على المقدسحات تؤكحد أن الصراع دائم لن المسلمين لن يتنازلوا في يوم من اليام عن قدسهم ومسرى نبيهم واليهود يزدادون تعنتا وصلبة في ادعائهم بحقهم في الهيكل وقدس القداس والموقف اليوم في كفح ة القوة العسكرية والمادية والقوة المحتلة وإن هذا الحتلل لم يكن الول فيهح ا فقح د فتحح ت مرات وأحيانا سويت بالرض إل أنها ظهرت للوجود ثانية أكثر صلبة ومتانحة فسحوف يأتي نصر ال أل إن نصر ال قريب. والقدس اليوم شغل المة الشاغل وكرامتها المدنسح ة الح تي تح رزح تحح ت الحتلل وتستغيث فهي شرف مدنس وعرض مهان وكرامة منتهكة. وهي قضية القضح ايا بالنسح بة للمسلمين تهدم وتحرق ويطلق النار على المصلين ويمنع المسلمون من الوصول إلى القدس وأحد ل يحرك ساكنا. يدافع الفلسطينيون عن قدسهم وأرضهم المباركة بشح تى الوسحائل ويقحدمون الغحالي والنفيس من أجل حريتها يقدمون المال والبنين رخيصا من أجلها ويتجلى ذلك فح ي غليح ان الرض المقدسة بالمواجهة واستبسال المقاومة وتقديم الشهداء على أرضها وكل هذا ل يزيد الفلسطينيين إل ثباتا وقوة وصلبة. وإن وقفة أهل فلسطين كالجسد الواحد فح ي وجح ه المح د الصهيوني الجارف بصدورهم ومواقع عملهم فالمزارع ثابت بمعوله في مزرعته والمعلح م يبلغ رسالته ويوصل قضيته والب ناء يبني وطنه المنغرس فيه كالزيتونة الرومية والحح راوي والديب يصنع الحداث الهادفة والمواقف المؤثرة فيجعل من روايته قضية ومن أشخاصه. علي فؤاد حسنين إسرائيل عبر التاريخ دار النهضة العربية دت ص 5.

23 أبطال ومجدا ودولة والشاعر يجعل من بلغته وأشعاره ملحمة تصور الماضي والحاضححر والمستقبل في هذا الوطن المعطاء فقصائدهم تاريخ وثورة وهم على تواصل بالحدث بحسهم الوطني ورمزيتهم البداعية التي يتميزون بها.

24 أسماء القدس اهتم الشعراء الفلسطينيون بذكر الماكن في شعرهم وبخاصة تلك الماكن التي تحظح ى بأهمية في خلد الشعراء وإن مدينة مثل القدس صاحبة المكانة الدينية العالية والتاريخية الفذة جديرة بأن تأخذ حيزا من قصائدهم لذلك ل يكاد شاع ر يكتب الشعر في فلسطين إل وخ لد هذه المدينة وذكرها بأسمائها العديدة ودللتها المختلفة. لقد تمحور الشعر الفلسطيني حول القدس بأسمائها المتعددة باعتبارهح ا مكانح ا واقعيح ا وروحيا يحبه الشاعر الفلسطيني في فلسطين و المنفى لذلك عاش الشاعر علقح ة تفاعليح ة عميقة مع القدس فجعلها في نصوصه خلية أساسية ببعديها الواقعي والروحي فجاءت بأسمائها المتعددة ومقدساتها المباركة وأسواقها المتميزة وآثارها الموغلة في القدم ترتسم في مخيلحة الشاعر الفلسطيني الذي لم يأخذ أسماء القدس القديمة المعاصرة على ماهيتها وإنمح ا وظفهح ا دلليا ليجعل كل اسم له مدلولته الخاصة ومواقعه المناسبة في القصائد الشعرية فيجد قارئ الشعر الفلسطيني نفسه أمام مقطوعة لها علقة بالتاريخ أو الحضارات القديمح ة أو الديح ان وهذا ما سوف نلحظه عند تتبع المقطوعات الشعرية التي تضمنت أسماء القدس. القدس يعد اسم "القدس" هو أشهر اسم لمدينة القدس في القرن العشرين وتؤكد الدراسححات أن هذا السم لم يكن متداو ل في صدر السلم والعصر الموي وإنما كحان السحم المشحهور حينذاك "بيت المقدس" لذلك يقول "شراب" صاحب موسوعة "بيت المقدس والمسجد القصححى" "قال ناصر خسرو في رحلته عام 48 هح" وأهل الشام وأطرافها يسحمون "بيحت المقحدس" "القدس" وكأنه يشير إلى أنه اسم محلي مو لد )). وهذا يدلنا أن السم المشهور للقح دس قح ديما وعند المؤرخين هو "بيت المقدس". إن الناظر لكتاب"الكامل" لبن الثير المتوفى سنة 60 هح/ م وكح ذلك "البدايح ة والنهاية" لبن كثير المتوفى سنة 774 هح/ 7 م يجدها ل تذكر إل "بيت المقدس" وإن أول من استعمل كلمة القدس هو العليمي في كتابه "النس الجليل في تاريخ القدس والخليل" وذكح ر القدس وبيت المقدس في متن الكتاب وكان ذلك سنة 90 هح )). ) شراب محمد محمد. موسوعة بيت المقدس والمسجد القصى. ط. عمان: الهلية للنشر والتوزيع سنة 00 ج ص.78 انظر: السابق ص ) ()

25 أكثر الشعراء الفلسطينيون المعاصرون من اسحتخدام اسحم "القحدس" فحي قصحائدهم ودواوينهم والفارق بين "القدس" و"بيت المقدس" حضاري وتاريخي يفهم من المعنى الحدللي فالشاعر قد قصد هذه أو تلك بمعنى دللي خاص. وهما في الوقت نفسه اسمان لمكان واحححد يعني القداسة والتبريك فالقدس تعني الطهارة. وقد تميز الشعراء المعاصرون في ذكر القدس بأن وجدوا في فترة تخضع فيها القح دس للحتلل. وتحاك ضدها المؤامرات مما دفعهم لخوض المعركة مقاتلين ومدافعين ومنح افحين عن وطنهم وأرضهم التي عشقوها فإن تحرير القدس أصبح شغل شعرائنا الشاغل وهمهح م الول لذلك يخاطب سليم الزعنون شباب النتفاضة الذين جعلوا من دمائهم سححقا ء لزيتححون القدس ومن أجسادهم جسرا للداخلين إليها قائل : فقد آن للقدس الشريف تححر ر يعيد إلى القصى بها ء وروع ة وسبحان من أسرى كفيل بعودة يضيء ديار القدس والساحات وأمنا وإشراقحا بكل صحلة إذا صح م نا صادق العزمات تمر السنون والقدس تخضع للحتلل وتدنس ول أحد يحرك ساكنا,لكن الزعنون يرى انتفاضة الشعب الفلسطيني بحجارته ثائرة كالبركان, مخرسة كل بنادق الحتلل وغطرسح ته معلنة الوحدة والمقاومة حتى الشهادة أو النصر فوجد في هذه الوحدة المتمثلة بالنتفاضححة التي طال انتظارها مجيء الوان لتحرير القدس وسطوع شمس الحريح ة علح ى سح احات المسجد القصى ومسألة التحرير التي ينتظرها الشاعر سوف تأتي يقينا لنها وعد ر بححان ي وهو ما أشار إليه في البيت الخير قاصدا بذلك سورة السراء التي تحمل الوعحد محن الح بتحرير البلد وعودتها إلى أهلها في قوله تعالى: " ف إ ذا جا ء و ع د ال خ ر ة ل ي سو ءوا و جححو ه ك م و ل ي د خ لوا ا ل م س ج د ك ما د خ لو ه أ و ل م ر ة و ل ي ت ب روا ما ع ل وا ت ت بيرا ". فاستخدام الشاعر للفعل "آن" لها دللة النتظار انتظار وتفاؤل وأمل والتحقحق لنحه أسبقها بحرف التحقيق "قد" ومن المعلوم أن "قد" إذا سبقت الفعل المضارع تفيد التوقع. أما إذا سبقت الفعل الماضي فإنها تفيد التحقيق فإن الشاعر بتفاؤله بوحدة الشعب والمقاومة يح رى النصر يرتسم على ساحات القدس لنه يشعر أن الفلسطينيين قد أفاقوا مححن ذهححول وهلك ليحيوا قضيتهم ويحرروا أرضهم وإن قضيتهم الفلسطينية مرتبطة ارتباطحا ل انفصحام لحه بقضية القدس فالقدس هي العنوان والرقم الذي ل يقبل التقسيم أوالتجزئة. الزعنون سليم. يا أمة القدس ط. بيروت: دار الفارس للنشر والتوزيع 995 ص 40. سورة السراء آية (7) النصاري ابن هشام مغني اللبيب عن كتاب العاريب. ط 6. بيروت: دار الفكر 985 ص 8. 4

26 ويوجه "فوزي البكري" في قصيدته "هل يسقط بيحت المقحدس" اللحوم علحى العحرب والمسلمين ويح ملهم المسؤولية كاملة في سقوط مدينة القدس التي ينتمي إليهحا ويعيحش فحي أزقتها وشوارعها بقوله: وكذلك بقوله: ماذا يفعل بيت المقدس يا عرب النحس هل يسقط بيت المقدس يا عار العرب وقد نزل الجند عن السوار! ويا خزي السلم ويا حزن التاريخ المسموع! إن بيت المقدس اسم ل يخص أهل القدس فحسب وإنما يخص العرب جميعحا فحي أي قطر كانوا لنها أرض عربية وهي كذلك ليست وقفا على أحد دون الخح ر لنهح ا أرض المسلمين وقبلتهم الولى التي باركها ال. وعليه فإن البكري يدرك هحذين البعحدين العربحي والسلمي ومن هنا يح مل العرب المسؤولية في نزولهم عن السوار وتخاذلهم واستسححلمهم وتسليم القدس. وهنا جاز له أن يشبههم بالنحساء لنهم ضيعوا قبلة المسلمين ومعراج نحبيهم أما المسلمون الذين يقدسون هذه البقعة ويزورونها لن الصلة فيها بألف صح لة ول تشح د الرحال إل إليها بعد المسجد الحرام ومسجد الرسول -صلى ال عليه وسلم- فإنه لخزي لهم أن تدنس أرض القدس بالحتلل دون أن يدافعوا عنها وإن التاريخ المشححرق بححالبطولت والفتوحات لمحزون على سقوط بيت المقدس. كما هو حال الشاعر المقدسي الححذي يعيشححها فتنعكس في كتاباته وفكره وتسطر في قصائده ودواوينه وأنفاسهأما الشاعر لطفحي زغلحول فتربطه بالقدس رابطة حب عنيف وإن ال سبحانه هو الذي قدر له هذا الحب فالرواح جنود مجندة,لذلك يؤمن الشاعر بهذا القدر ويحافظ عليه مهما طال الزمن, ومهما بعدت المسافة ولن يقبل أن تحل مدينة غيرها في القلب فهي جرح عميق وحب دفين فكل مدن الرض ل تساوي شيئا إذا ما قورنت بالقدس لنها قدس ال تنسب إليه فيقول زغلول: يا قدس قد شاء الله فأنت لي أنا ما سلوتك ساعة وعلى ول بهواك يجمعني دم وتحراب البكري فوزي. هل تسقط بيت المقدس. ديوان صعلوك من القدس القديمة ط (دم): إصدار الصوت 98 ص _. 5

27 لم تثن روحي عن هواك مدائن ئي تشهد الزمان والحقاب أوغالها يوما أس ى وعحذاب ش كل حضور القدس في نص زغلول علمة واضحة البعاد باعتبارها تحتل منزلحح ة رفيعة فهي تمتاز بعلقة روحية تمتزج بروح الشاعر وأحاسيسه لذلك فهي لم تكح ن اسح ما هامشيا في النص وإنما هي قلب النص وروحه وإن شئت هي النص وإن دللة القحدس هنحا تأخذ بعدا وطنيا يتمثل في العلقة بينها وبين الشاعر وقد تجسد ذلك فح ي الح تراب والح دم فالتراب هو أصل خلق النسان وتكونه وهو الرض والوطن والدم ل يقدم إل فحدا ء للحدين والوطن,ودفاعا عن ال عرض والكرامة وقد تجاوزت القدس في السحياق الشحعري نطاقهحا الجغرافي المجرد باعتبارها مدينة وشوارع لترتقي عن جاراتها حسناوات الرض بما حملنه من زينة أبراج وفسيفساء أبنية فترتقي لترتبط بذات ال القدوس فتقدس باسححمها وتاريخهححا وأديانها وإن هذا الرقي زاد هوى الشاعر وتعلقه بها دون غيرها من المدن. وقد توافق معه في هذه الصورة الشاعر الفلسطيني "خالد سعيد" الذي جعل القدس الملذ والمراح فكل بلد الرض ل تكفيه يقول: يحا قدس, أنت ملذنحا ومراحنحا نحن العطحاش ونبع حبك ماؤنحا من رام صرف شعورنا عن قدسنا كحل البلد سواك ل تكفينحا كل المياه سواك ل تروينا هو كاره للمسك يطلب طينا تلهب "القدس" مشاعر "السعيد" فيخاطبها بحديث القلوب ويبثها شجونه بعد أن يؤنسنها "يا قدس" فيكتمل النبهار المتبادل بين المحبين لتصبح ملذا للشاعر ومراحا حيحن تضحيق الدنيا عليه وتزداد توتراتها ول يجد مكانا للشكوى والمناجاة إل "القدس". لنهحا نبحع ححب صا ف ل غنى عنه وحضن أم صادق لرضيع عكر صفوه سوء المراضع وهي مصدر حنان دافئ لطفل حرم المومة منذ سنين. وهي كذلك نكهة طيبة وعذوبة ونقاء. ولها جاذبية مكتنزة في مكنوناتها ليتصل بها الشاعر بفكره وحبه وعواطفه ول يستطيع مفارقتها. غير أن الشاعر يوظف ضمير الجمع في البيات في قوله "ملذنا وتكفينحا عطحاش ماؤنا" تروينا قدسنا شعورنا". أكثر من ثلثين مرة في أقل من عشرة أبيات ليعبر عن روح شعب كامل يحبها ويعتز بها ويتشوق لرؤيتها وللصلة فيها دالة على الحب السليب المححدنس زغلول لطفي. قصائد وطنية. ط نابلس: العربية للطباعة والنشر ص 68. سعيد خالد السرى أول مهرجان القدس صيف 997 ص 5 6

28 المفقود فجاءت الدفقات الشعرية تمازج الروح بالمكان ليصبحا متلزبين ليس بينهما انفصام وإذا كان الشاعر قد أبدع في رسم صورة للتلزب فإن اللغة قد أخذت مكانتها في خلق هححذه الصورة وتحولتها بين القبول والرفض في آن واحد. فلغة التفاؤل والمل المضح يئة بعح ودة القدس كونها الماء الذي نشرب والهواء الذي نتنفس فإنها أيضا تمثل الصورة القاتمة -فححي البيات الخيرة للمحتل الظالم سالب الحقوق ومصاص الدماء. وجدير بالذكر أن كل فلسطيني يتشرف بالنتساب إلى القحدس وإن تغييحر البطاقحات وحمل الجوازات السرائيلية يثير اشمئزاز الفلسطينيين, لنهحم يحملحون وثيقحة المسحتعمر المغتصب أما الهوية الفلسطينية فهي مطموسة ومشوهة. وهذا ما استفز الشاعرة الفلسح طينية فدوى طوقان في قصيدتها أردنية فلسطينية في قولها: طقسي كئيب وسماؤنا أبدا ضبابية من أين إسبانية كل أنا من... من الردن عفوا من الردن ل أفهم أنا من روابي القدس يا يا عرفت. إذن يهودية يا طعنة أهوت على كبدي صماء وحشية تنسب الشاعرة نفسها للقدس ونحن نعلم أنها من مدينة نابلس وهذا النتساب كان فحي التنقل من نقطة عبور حيث إنها لم تستطع حمل الجنسية الردنية فتعرف نفسها بها أو حمحل الجنسية السرائيلية فكلتاهما مر وهما ليسا وطن الشاعرة فهي تريد أن تنسب نفسها لوطنها الحنون فاستحضرت أقوى مدلول يمكن أن يوصل قوة النتماء وعمق الصلة وشدة العلقة وصلبتها فتختار القلب النابض والروح الحي"القدس" معلنة بذلك انتماءها. فتتحول البيححات من الخصوص إلى العموم أي هي صورة الوطن بكامله بغض النظر عن مكحان سحكنه أو ولدته. طوقان فدوى أمام الباب المغلق. ديوان فدوى طوقان. بيروت: دار العودة 997 ص

29 ولم تنسب الشاعرة نفسها إلى مدينة نابلس لن القدس ع لح م فح ي العح الم معح روف بحضارته الدينية والتاريخية وأهميته السياحية الثرية ولن القدس هي الوطن والوطن هو القدس وذلك في قوله تعالى"إلى المسجد القصا الذي باركنا حوله". وحوله هذه تشمل خارج سور القدس فتصل المنطقة المحيطة بالسوار وفلسطين كاملة وتصل إلى أجح زاء مح ن بلد الشام والذي أثار اشمئزاز الشاعرة فكان بمثابة طعنة في الخاصرة أن تلك الجنبية مدققح ة الجوازات تعلم أن القدس محتلة ويسكنها اليهود أو أنها مدينة يهودية. مما آلم الشاعرة وأثار غضبها وزاد الطين بلة سؤال المفتشة (إذن يهودية) فشعرت الشاعرة بإلصاق تهمة وإساءة في حقها كرهت سماعها كمن يشم رائحة أو يتجرع مرا فل يكاد يستسيغه. وإن تلك المعاملة الخاصة من اليهود على الجسور(مداخل فلسطين) ووقوف المسافرين في طوابير أمام تدقيق الجوازات يعطي الفلسطيني صفة الجنبي فأنت تأخذ تصريحا لزيارة بلدك وتسكن بلدك بتصريح مؤقت واليهود يمرحون ويلعبون وهذا عالم قلب الحقائق الححذي صرح به الشاعر الفلسطيني المولود في القدس "محي الدين عبد الرحمن" في قصيدته "يوميات عائد بتصريح" يقول: في القدس ولد ت كتب ت اسمي في ال صخر وأغصان الشجار من كل الديان عشق ت وبكل معابد طف ت واختلطت في قلبي النهار في القصى والصخرة صلي ت وببيت النور تجلي ت وبدرب اللم مشي ت إن أقوى صلة تربط النسان بالرض هي الميلد والنشأة وهي أول العلقات الوطنية فالوطن مسقط الرأس ومكان الميلد وشاعرنا يتباهى بمكان ميلده ويعتز بالنتساب إليه كيف ل وهو القدس منار المسلمين وقبلتهم مجمع النبياء وإمامتهم وإن حح ب الشح اعر لح وطنه المقدس وحرمانه من زيارته حال أي إنسان يحرم وطنه الذي نشأ فيه وجبل من حبات ترابه سورة السراء الية () حوى سعيد. الساس في التفسير. ط دار السلم للطباعة والنشر م 6 سورة السراء 985 ص 07. عبد الرحمن محي الدين. تل الزعتر أغنية للحياة. تونس: الدار التونسية للنشر 978 ص

30 لتمازج روحه بتراب وطنه المقدس وإن هذا الحب من الشاعر لوطنه يذكرنا بحب رسول ال صلى ال عليه وسلم لمكة وتعلقه بها فحينما هاجر إلى يثرب كان يتحدث في طريقه مخاطبا مكة بسهولها وشعابها وجبالها قائ ل: "وال إنك لخير أرض ال وأح ب أرض ال إلح ى الح ولول أني أخرجت منك ما خرجت" وكذلك كان المسلمون يتشوقون لرؤية بلدهم مكحة الحتي باتت حلما وعودة الفلسطينيين المشتتين لرضهم المل المنتظر فهم يتوقون لرؤية وطنهححم وقدسهم السليب. وما من شك فيه أن شاعرنا قد ولد في مدينة القدس. ونشأ فيها وفحي قصحيدته هحذه إشارات لعلقة الطفولة وانتمائه الوثيق الذي ل يمكن أن ينساه يوما فقد نقحش اسحمه علحى صخور القدس وينحى فعل الكتابة في دللة كتبت بعدا تاريخيا واضح حا لن الكتابحة فح ي الصخر تكون نقشا والنقش فيه ثبات واسحتمرارية لتححديات الحيحاة وديمومتهحا فحذاكرة الفلسطيني ذات أبعاد خاصة تعتمد على تسجيل قسيمة الرض وحفرها في الصخر أو جح ذع الشجرة حتى تبقى حية تردد اسم القدس وفلسطين. ووقد كان للشاعر علقة بكح ل الديح ان والمعابد التي يزورها ويتأملها في بلده المقدس وصلته في المسجد القصى وقبة الصح خرة كل هذا ويحتاج إلى تصريح زيارة لبلده ومسقط رأسه يوقعه له (شحلومو) وهحذا يعرفنحا بحقيقة العدو الذي يدعي الديمقراطية وحقوق النسان وهو في الحقيقة مصاص دماء. وهذا يذكرنا بسينية شوقي التي باتت فيها مصر محرمة على أبنائها محللحة للغحراب المستعمرين في قوله: أحرام على بلبله الدو 4 ح حلل للطير من كل جنس هم الذين يعطون المواليد في أمريكيا وأوروبحا الجنسحيات الوطنيحة بمجحرد الميلد فيعتبرونه حقا أما الفلسطيني فأنه يلد ويعيش ويترعرع في وطنه ويفقد جنسحيته ليعيحش بل وطن بل يعيش الوطن في قلبه حلما وأمل. ويسلب هويته ليحمل هوية المستعمر ويزور بلده بتصريح مؤقت. فباتت القدس اسم الوطن له ريح وقداسة في خلد كل فلسطيني في فلسطين أو خارجها في مشارق الرض ومغاربها لذلك قدمه الشاعر على الميلد فنحن نقول "ولدت في القدس" أما الشاعر فيقول "في القدس ولدت" فيقدم البلد على نفسه ويقدم الهم على المهم فدللته فححي 4 الترمذي كتاب المناقب. باب فضل مكة. بيروت: دار الفكر تحقيق صدقي العطار سنة 994 ص 486. انظر موسى إبراهيم رسالة الدكتوراه ص 57. شلومو: اسم يهودي يمثل الخر وهو هنا من يقوم بختم الجوازات الفلسطينية. شوقي أحمد. الشوقيات السينية القاهرة: مطبعة الستقلل 958 ج ص 45. 9

31 القدس كبيرة وعميقة ولها أبعادها الخاصة ودللتها الكثيرة التي توحي بأهمية المكحان ومحا تحوز من قدسية وتاريخ وحضارة ثم بعد هذه القدسية يشير إلى ميلده فيهح ا ونشح أته فح ي شوارعها ومعابدها ومقدساتها ويذكر ذلك وهو ينتابه اللم والحسرة على عدم القحدرة علحى زيارتها إل بتصريح فهو يجد نفسه غريبا أو أجنبيا عنها وهنا يتساوى مع الشاعرة الفلسطينية فدوى طوقان في نظرة اليهود إلينا على أننا غرباء مجرد زائرين أو سائحين بتصاريح زيارة ثم مغادرين ولكنهما معا يحملن رسالة واحدة عنوانها النتماء إلى القدس الحوطن الححبيب وأن الظلم زائل ل محالة. انداح النص الشعري ليتجاوز القدس كمكان ليصل إلى الروح فيأخذ صفة الحب البدي المتلزم بالشاعر ليصبح في مكنون الشاعر جوهرة ثمينة مقدسة يذكرها ويتغنى بهح ا بح ل تصبح لزمة الغناء عند العرب والمسلمين يقول "عبد اللطيف عقل" في ذلك: "القدس جوهرة تشع فتمل الدنيا ضياء القدس درب النبياء الذاهبين إلى السماء القدس أولى القبلتين وثالث الحرمين فاكتب في هواها ما تشاء إن رن م الحادي تكون القدس لزمة الغناء" يقدم الشاعر القدس باسمها المشهور والمتداول معاصرة وحداثة على أنها جوهرة فهي المكان المبارك الذي يرتبط بالسماء في معراج النبي صلى ال عليه وسلم- وإمامته بالنبياء والصلة فيهم وفي كونها ثالث المساجد التي تشد الرحال إليها وهي بوابح ة السح ماء إلح ى عقل عبد اللطيف مجلة الشعراء رام ا عدد( ) 998 ص 6. 0

32 الرض لذلك أصبحت جوهرة تشع فتمل الدنيا بالضياء والنور فحق للشاعر أن يتغنى بهحا ويكتب فيها القصيدة وحق أن تكون القدس لزمة الغناء في ترنيمة المغني. وإن استخدام الدللت لدى الشاعر جاء متناسقا, حيث قدم القدس على كامل المقطوعحة في قوله "القدس جوهرة" وكذلك "القدس درب النبياء" و"القدس أولى القبلتين" ففي كل جملة ذكر فيها القدس كان يقدمها نظرا لهميتها وقداستها.وقد جاءت المقطوعحة سحهلة وكلماتهحا بسيطة لكنها حافلة بالمعاني فهي تحمل في طياتها النواحي التاريخية والدينيح ة والجغرافيح ة وكذلك تحمل البعد الدبي وتحث الدباء والشعراء للتغني بها وتمجيدها والثناء عليها في قوله "فاكتب في هواها ما تشاء" فهي معشوقة الشعراء والدباء يكتبون في هواها حبا, ويتغنون بها عشقا, ويتغزلون بمفاتنها لتصبح ملزمة لروح الشاعر. لذلك ملكت قلوب الرجال في قوله: "وللقدس ما شاء موقعها من قلوب الرجال خيول القصائد فيها مفصلة من سنام الجمال زهور مبعثرة في الشوارع قبل الخريف هي القدس نائمة في كآبتها مثل حنونة الريح حبرا من الزرق العدمي هشاشة روحي تفر من القلب تسكن سحر شقوق المداميك حتى رموش المعاني " سيطرت القدس على قلوب الرجال التي باتت تعشقها وتحبها وترنوا لرؤيتها فصححاغ الشعر من سنام الجمال الذي يقودنا إلى البيئة العربية الصيلة ومصدر انبعاث الشعر النقححي في باكورته الولى وكون الناقة بجماليتها وعظمتها كانت إحدى ركائز القصححيدة الجاهليححة الولى فيستحضر الماضي ويجعله مبعثرا في شوارع القدس. في حين تقح ر روح الشح اعر التواقة لتسكن جمال "شقوق المداميك" من أجل البقاء فتكون عودة الشاعر عودة جسدية أمححا روحه فآمنة مطمئنة بين شقوق المداميك باقية ما بقيت القدس تستنشق نسائمها وتقر عينها وتستمد حياتها. أورشليم يعتبر اسم "أورشليم" من أقدم السماء المنسوبة لمدينة القدس وهي في حقيقتها تسححمية كنعانية أصيلة ل شك في عروبتها وقد أعاد "عارف العارف" سبب التسحمية إلحى "ملكحي صادق" أحد ملوك اليبوسيين الذي تميز بحبه للسلم حتى أطلق عليه "ملك السلم" لذلك جاء عقل,عبد اللطيف,قصيدة الفاكس,بيان العار والجوع,ط,القدس,99 ص 00. العارف عارف المفصل في تاريخ القدس. ص.

33 اسم المدينة "سالم" و"أورشاليم" كلمة من جزئين: الول "أور" وتعني مدينة والثانية: "سالم" أو "شالم" وتعني السلم وبذلك تكون مدينة السلم أو مدينة سالم أما "شراب" فقد أعاد التسححمية إلى ناحية دينية ترتبط بوجود المسجد القصى فالبلد الحرام هي مكة المكرمة ومفهوم السلم والحرام واحد فمكة بلد حرام يأمن فيها النسان ويطمئن قلبه وتقر عينه لما تحتححويه مححن قدسية والقدس كذلك مدينة السلم فالنشأة واحدة وأساس مكة وجود الحرم وأسحاس القحدس وجود المسجد القصى وقد كان أول بيت للعبادة بيت مكة ثم تله بعد أربعين عامح ا بيح ت المقدس. والرأي الثاني قد يكون أكثر دقة إذ إن اسم أورشليم موجود قبل 000 سححنة ق. م. وقداسة القدس أقدم من إبراهيم عليه السلم الذي تزامن والملك الصادق واجتمحع بحه عنحد مجيئه إلى هذه البلد وهنأه بسلمة الوصول وقدم إليه الهدايا. وتقر بأقدمية هذا السم أسفار العهد القديم ففي سفر القضحاة "وححارب بنحو يهحوذا "أورشليم" وأخذوها وضربوها بحد السيف وأشعلوا المدينة بالنار وبعد ذلك نزل بنو يهححوذا لمحاربة الكنعانيين سكان الجبل والجنوب والسهل وسار يهوذا على الكنعانيين الساكنين فححي حبرون". وقد أدرك الشعراء الفلسطينيون البعد الدللي لكلمة "أورشليم" لما لهحا محن محدلولت تاريخية كنعانية ودينية لذلك تلزمت في أشعارهم كشواهد على أحقيتها العربية ففي قصيدته مزامير لورشليم والوطن وعينيك" يقول يوسف المحمود: يا ذاهبين لورشليم خذو دمعي بللوا عطش اليمام بساحة القصى خذوا حبي وقمحي وانثروه وانعفوه لقبرات 4 ينتظرن الصبح باب العامود 4 شراب حسن. موسوعة بيت المقدس والمسجد القصى ج ص 7. العارف عارف ص 4- وكذلك شراب محمد حسن ج ص 7. سفر القضاة : الصحاح الول "0-8". المحمود يوسف" زغاريد على بوابة الصباح ط. القدس: اتحاد الكتاب الفلسطينيين 989 ص 80.

34 قبل الولوج إلى فضاء النص ل بد من الوقوف عند عنوانه "مزامير لورشليم والح وطن وعينيك" الذي يحمل في ثناياه معاني وطنية وروحية فإن الشاعر يجعل من كلمح ة "مزاميح ر" تحمل دللت دينية وتاريخية وظفت لكشف المخفي من الحقائق فهو يستخدمها على عكس ما استخدمه اليهود حيث جعلوا من مزاميرهم الدينية ستارا يخفون بحه حقيقحة جرائمهحم الحتي يقومون بها ومن المزامير نفسها حيث شرعوا لنفسهم قتحل الخريحن واحتلل أرضحهم وجعلوا المدينة خربة منكسة. فإن الشاعر الفلسطيني في هذه البيات يرسم حالة القدس المدينة المكرمة مدينة السلم والمن تشكو الجوع والعطش وهذا الجوع ل يشمل أهل المدينة فحسب بل امتد ليصل إلى الطيور التي تحلق في ساحات الحرم وعلى القباب ول تجد ما يبل ريقها أو يسحد جوعهحا وإن ما آلت إليه المدينة من فقر وجوع لم يكن إل بعد وقوعها تححت السحيطرة اليهوديحة السيطرة التي حرمت أهلها من الصلة في مقدساتها وعاثت في أرضها فسادا فباتت سححليبة يتلوى أهلها جوعا ومساجدها ثكلى ولم يسلم الطير من أذاهم فإنه لم يجد ما يسد ظمأه وقد جاء الشاعر يقدم للطير دموعه ليبل ريقه ويقدم الحب والقمح للقبرات ليسد جوعها. إن استخدام الشاعر لسم "أورشليم" في هذه القصيدة يوحي بمدلول سلبي حيح ث يكح ثر اليهود من استخدام هذا السم حتى يظن الكثيرون أنه اسم يهودي فإن هذه الثقافة التي تتمثحل في القمع والتجويع والقتل هي ثقافة المغتصبين فلم يرغب الشاعر في إطلق اسم للقدس غير السم الذي يتوافق مع أهوائهم فجاءت متوافقة مع العنوان مزامير أورشليم. ويتفق مع هذه النظرة الشاعر الفلسطيني المتوكل طه فنجده في قصائده يستخدم اسححم" أورشليم" ليدل على العداء الصهيوني والقمع والمعالم اليهودية الستبدادية ولم يكتف بذلك بل تحامل على شعراء فلسطين الذين يستخدمون اسم "أورشليم" فهو يريدهم أن ينادوها "بيبححوس" الحضارة والتاريخ والعراقة والعروبة. ويذبحني قولهم: "أورشليم" كأن "يبوس" خرافات أسفارنا الزائفة وينكرني الثار يا أمناء القدس إذا كان ثأري هو العاطفة طه المتوكل. رغوة السؤال ط. القدس: دار الكتاب 99 ص 9-8